نسبها ونشأتها: زينب محمد الغزالي الجبيلي، عربية الأصل، ينتهي نسب والدها من أبيه إلى عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه، وأما نسب أمها فينتهي إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما.
وقد ولدت في (كانون الثاني) يناير 1917م، ونشأت بين والدين ملتزمين بالإسلام، وكان والدها - رحمه الله - من علماء الأزهر الشريف، وكان حريصا على تنشئتها تنشئة إسلامية متكاملة.
درست زينب الغزالي في المدارس الحكومية، ثم تلقت عـلوم الدين على مشايخ من رجال الأزهر الكبار في علوم التفسير والفقه. ومنهم الشيخ عبد المجيد اللبان _ وكيل الأزهر.
والشيخ محمد سليمان النجار _ رئيس قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر الشريف، والشيخ علي محفوظ مـ ن هيئة كبار العلماء بالأزهـ ر.
وبذلك فقد جمعت زينب الغزالي بين الطريقتين في العلوم: المدرسية الحديثة والتقليدية القائمة على أخذ العلم من شيوخه وأهله مباشرة.
أعمالها وكتاباتها:
كانت زينب الغزالي من المؤسسين للمركز العام للسيدات المسلمات، فقد أنشئ سنة 1356هـ الموافق1936 م.
وأدى واجبات كثيرة، فقد اختلف مع كل الأحزاب السياسية؛ لأنه كان يطالب بأن تحكم الشريعة الإسلامية في مصر، وكان يطالب بعودة المسلمين كلهم إلى الكتاب والسنة، وإلى إقامة الخلافة الإسلامية.
وكتبت زينب الغزالي مجموعة من المصنفات من بينها ( (أيام من حياتي) ) و ( (نحو بعث جديد) ) ، وكتابا آخر اسمه ((نظرات في كتاب الله) ) ، ولقد فسرت فيه سورة البقرة، وآل عمران،
والنساء وكتب أخرى تحت الطبع، ومنها:
أسماء الله الحسنى
ولغريزة المرأة
والناظر في كتب الداعية زينب الغزالي يجد فيها امرأة عالمة وفقيهة واعية لعصرها ولما يدور من حولها من أحداث، ويبرز ذلك في كتاب نظرات في كتاب الله.
تقول زينب الغزالي" - بعد صدور كتابها "نظرات في كتاب الله":
"أنا أحببت القرآن حتى عشته، فلما عشته أحببت أن أدندن به لمَن أحب، فدندنت بعض دندنة المفسرين، ولا أقول إني مفسرة ، ولكني أقول: إنني محبة للقرآن، عاشقة له، والعاشق يدندن لمن يحب.
والعاشق يحكي لمن يحب، ويجالس من يحب، ويعانق من يحب، فعانقت القرآن، وتحدثت به وله في جميع الملايين من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وعشت أدندن به في المساجد لأكثر من ستين عاماً، أي عمر الدعوة التي أسستها في المساجد منذ 1937".
ويجد امرأة صاحبة قلم أدبي مؤثر، وحس مرهف، وذاكرة حاضرة في كتابها أيام من حياتي.
حياتها السياسية:
طلبها جمال عبد الناصر يوما لمقابلته فرفضت، فكانت بداية العداوة بينهما؛ لأنها قالت لرسول الرئيس: "أنا لا أصافح يدا تلوثت بدماء الشهيد عبد القادر عودة ".
فدخلت السجن وتعرضت للتعذيب الشديد، ولكنّ هذا لم يردعها عن مطالب حزبها الإسلامي بإعادة مبدأ الشورى في الحكم.
حياتها الدينية:
زارت المملكة العربية السعودية 60 مرة، وأدت فريضة الحج 39 مرة، واعتمرت 100 مرة، وزارت الكثير من الدول العربية والإسلامية لنشر الدعوة الإسلامية، ولإلقاء المحاضرات الدينية في الدعوة
إلى الله تعالى.
وقد أمضت في حقل الدعوة 53 سنة - أكثر من نصف القرن - التقيت فيه بكل رجال الدعوة الكبار. وتأثرت بشخصيات كثيرة منهم: حسن البنــ ا، هو الأكثر تأثيرا في نفسها وضميرها، وحسن الهضيبى - رحمهم الله جميعا.
نظرتها المستقبلية:
لزينب الغزالي نظرة وأمل في مستقبل المرأة المسلمة، وبأن القيادة النسائية ستكون للمرأة المسلمة في المستقبل شاء أعداء الإسلام أم أبوا، فإن الذين يتقدمون مسيرة المرأة في العالم تحميهم المراكز الكبرى الحاكمة بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى.
تحليل ونقــ ـ د لكتاب أيام من حياتي:
أهمية الكتاب وفوائده وقيمته في الحركة الإسلامية يعتبر الكتاب وثيقة هامة وسجلا تاريخيا لحقية تاريخيه مهمة للدعوة الإسلامية.
وفيه تفاصيل وأحداث حدثت في فترة ما بين 1964) إلى (1971 ووثق فيه أيضا أسماء بعض رواد الدعوة الإسلامية الذين أسهموا في بقاء بعض التشريعات الإسلامية التي ظلت غائبة حتى وقتنا الحاضر.
خصائص الأسلوب وطرائق العرض لكتاب أيام من حياتي:
كانت الكاتبة حاضرة في عرضها لموضوع كتابها، وهذا أمر طبيعي؛ وذلك لأنها تكتب في سيرة حياتها.
وقد أبرزت الكاتبة هدفهـا في النص بصورة مباشرة في مقدمة الكتاب، وفي الكتاب صور لمواقف الثبات على المبدأ والدين الإسلامي في حياة الدعاة المعاصرين. ويتراوح أسلوبها
بين الحوار والسرد.
وكانت الكاتبة تستخدم القران الكريم والشعر العربي العمودي كشواهد وأدلة داعمة، مما جعل الكتاب أكثر دقة وعلمية وبعدا عن الذاتية والأنا، ويلاحظ عليها دقتها وحسن اختيارها
للشعر لما يتضمنه من معان غزيرة وجميلة وعظيمة المغزى وحس أدبي مرهف.
الخاتمة:
وفي الختام وبعد هذه النظرة السريعة على حياة السيدة زينب الغزالي الجبيلي، آمل من المولى عز وجل بأن يجعلنا من الدعاة إلى الإسلام وجنده المخلصين، وأن تكون لنا في قصة الداعية زينب الغزالي عبرة ومثلا يحتذى.
المصدر: موقع منتدى البدراوي